السلس البولي النسائي
يعد مرض السلس البولي مشكلة تسبب إحراجا كبيرا لدى السيدات المصابات به؛ ويتمثل في خروج البول من المثانة بشكل لا إرادي ولا يمكن السيطرة عليه، وبناء على ذلك، فإن هؤلاء السيدات يحاولن التكيف مع هذا الوضع عن طريق إفراغ المثانة من البول بشكل دائم، والأمر المفزع أنه وفي إحدى الدراسات العلمية التي أجريت في إحدى الدول العربية، سجلت نسبة الإصابة بهذه الحالة بين النساء المتزوجات وكثيرات الولادة 70%، ويلاحظ أن العديد من هؤلاء النسوة يخجلن من التحدث عن معاناتهن مع هذا المرض، والسبب في ذلك إما شعورهن بالإهانة أو بسبب الجهل المحيط بالمسببات والعلاجات المتاحة لهذا المرض.
والسلس البولي عبارة عن فقدان السيطرة على عملية التبول، حيث يصبح خروج البول عملية لا إرادية، وهذا المرض أكثر شيوعا عند النساء كثيرات الولادة والمتقدمات بالعمر، وتتراوح شدة السلس البولي بين حالات بسيطة وأخرى متوسطة وأخيرة شديدة.
كيف يحدث السلس؟
المثانة هي عبارة عن كيس عضلي يقوم بوظيفة تجميع البول بعد تكوينه استعدادا لطرحه خارج جسم الإنسان، وهي ترتبط في عملها بإشارات من الجهاز العصبي وبعض الهرمونات التي تتحكم بعمليتي تجميع وإخلاء البول عن طريق التحكم بفتح وإغلاق عضلة دائرية توجد في نهاية كيس المثانة تسمى مصرة الشرج Sphincter، وذلك وفقا لحاجات جسم الإنسان والظروف المحيطة به، وحين تفقد هذه العضلة قدرتها على الإغلاق بشكل جيد بسبب الولادة العسيرة، على سبيل المثال لا الحصر، يحدث حينها ما يسمى بالسلس البولي، أما في حالات أخرى، فيحدث السلس البولي الذي يسمى بالقهري حينما ترسل المثانة إشارات تفريغ مبكرة حتى قبل امتلائها، حينها يشعر الإنسان بأن عليه أن يتبول في الحال، وإن لم يكن محظوظا ولم يصل إلى الحمام بشكل مبكر، يخرج البول بشكل لا إرادي مسببا البلل.
أنواع السلس البولي
هنالك نوعان من السلس البولي هما: السلس الجهدي Stress Incontinence، ويحدث نتيجة تسرب البول عند قيام المريض ببعض المجهود الضاغط على منطقة أسفل البطن والمثانة؛ مثل بعض التمارين الرياضية أو السعال والعطس أو الضحك أو رفع الأثقال، ومع أنه أكثر أنواع السلس البولي شيوعاً، إلا أنه قابل للشفاء في معظم الحالات.
أما النوع الثاني، فهو السلس البولي القهري Urge Incontinence، ويرتبط هذا السلس البولي بخلل في الإشارات العصبية المرسلة من المثانة إلى الجهاز العصبي المركزي، وقد يحدث حتى عند الأشخاص الطبيعيين، ولكنه غالبا ما يرافق حالات مرض السكري والسكتات الدماغية والخرف والتصلب المتعدد وداء باركنسون، وقد يكون إحدى العلامات المبكرة على وجود سرطان مثانة، ويدل عند الرجال غالبا على ضخامة غدة البروستات.
يحدث السلس البولي في الغالب عند النساء نتيجة لما يلي:
1. الحمل: خلال عملية الولادة، يمر الطفل خلال ممر ضيق عبر الرحم إلى المهبل، ما قد يؤدي إلى إصابة العضلات الداعمة للحوض عند المرأة بالضعف، وبالتالي يؤدي إلى هبوط المثانة وزوال التزوي الخلفي الطبيعي (الزاوية الطبيعية) بين الإحليل والمثانة، وهذا بدوره يؤدي إلى فقد السيطرة والتحكم بعملية التبول، وفي العادة يظهر السلس البولي عند هؤلاء النسوة بعد أسابيع قليلة من الولادة.
2. التهابات المسالك البولية: في بعض الأحيان، قد يكون السلس أول علامة على وجود التهاب في المسالك البولية، وفي العادة تزول حالة السلس البولي بعد علاج الالتهاب.
3. سن الأياس: عند بلوغ المرأة سن الأياس، تحدث تغيرات هرمونية متعددة لديها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث السلس البولي بسبب ارتخاء عضلة المثانة.
4. الرياضة: قد تؤدي ممارسة بعض التمارين الرياضية الضاغطة على منطقة أسفل البطن مثل؛ الركض والسكواتش، إلى حدوث السلس البولي.
5. الأمراض العضوية: بعض الأمراض العضوية التي تؤثر في عمل وظيفة الجهاز العصبي مثل؛ السكري والسكتات الدماغية والخرف والتصلب المتعدد وداء باركنسون وسرطان المثانة، وبدورها تؤدي إلى حدوث السلس البولي القهري.
علاج مرض السلس البولي
يعتبر مرض السلس البولي من الأمراض التي يصعب علاجها وخصوصا القهري منه، أما السلس البولي الجهدي، فيمكن علاجه عن طريق إحدى الطرق الآتية:
أولا: إعادة تنشيط وتمرين عضلات العجان عن طريق المعالجة بالحركة:
منطقة العجان هي المسافة بين فتحة العضو التناسلي الأنثوي والشرج، وفي العادة يقوم بهذه المعالجة أحد الاختصاصيين في علم المعالجة بالحركة Kinesitherapie، ويقوم هذا العلاج على إدخال مسبار مهبلي مزود بجهاز كهربائي لتنشيط هذه العضلات، وقد أثبتت هذه التقنية فاعليتها، إلا أنه يجب أن يجري المريض 15 جلسة علاجية من هذا النوع مدة كل منها عشرون دقيقة للحصول على نتائج ملموسة.
ثانيا: الأدوية؛ وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج مرض السلس البولي الجهدي ما يلي:
1. الأدوية المضادة لإفراز الكولاجين: تتركز هذه الأدوية بعد تناولها في المثانة، وتمنع متناولها من الشعور بالرغبة في التبول عندما تكون كمية البول قليلة، ومن الملاحظ أن هذه الأدوية لا تشفي تماما من المرض، بل تلغي هذا العارض فقط لبضع ساعات، ومن حسنات هذه الأدوية أنها تسمح للمريض بالعيش حياة طبيعية لبضع ساعات، لذا ينصح بتناولها قبل النوم أو في حال وجود المصاب بالسلس الجهدي في مكان لا تتوافر فيه الحمامات.
2. الهرمونات البديلة: تعطى هذه الأدوية للسيدات بعد انقطاع الطمث، وذلك للتخفيف من أعراض انقطاع هرمون الأستروجين، التي قد تتضمن ارتخاء المثانة وحدوث السلس البولي.
ثالثا: المخاريط المهبلية: هذه الوسيلة عبارة عن "وزن" يوضع في المهبل، على غرار الدحسة Tampon، لحوالي نصف ساعة يومياً، يعمل على تنشيط عضلات المثانة وتتلمس السيدة التي تستخدم هذه الوسيلة لعلاج السلس البولي نتائج العلاج بعد 3 أشهر على الأقل.
رابعا: الجراحة: يتم اللجوء إلى الجراحة في حال فشل جميع الوسائل السابقة في علاج السلس البولي المرتبط بالمجهود، وذلك بهدف إعادة المثانة إلى وضعها الطبيعي، وفي تطور جديد، طور الدكتور جيرارد ومساعدوه من مركز سومريست Somerest الطبي في ولاية نيوجرسي الأميركية طريقة التنظير لعلاج السلس البولي، وتقوم هذه العملية على إدخال منظار مزود بكاميرا عبر البطن وتثبيت جهاز صناعي شبكي على عنق المثانة لإعادتها إلى وضعها الطبيعي، وقد أجريت هذه العملية لحوالي مائتي مريضة، ويقول الأطباء إن نسبة النجاح فيها زادت على 90 في المائة.
نصائح للتغلب على مشكلة السلس البولي
فلفل حار ينصح مرضى السلس البولي بالتقليل من تناوله
إن مرض السلس البولي مرض كجميع الأمراض الأخرى يحتاج إلى زيارة الطبيب المتخصص للمتابعة والمعالجة، إذ لا يجدي ولا ينفع الاستمرار في إهمال هذا المرض ومحاولة التأقلم مع أعراضه، لأن ذلك سيؤثر بشكل سلبي وخطير في حياة المرأة الاجتماعية والعائلية، وحتى على علاقتها الحميمية مع زوجها.
وهنا فإن نصيحتنا الأولى والأهم للمرأة التي تعاني من أعراض مرض السلس البولي هي أن تزور طبيب المسالك البولية المتخصص الذي يوجهها بشكل سليم إلى العلاج المناسب لمثل حالتها، أما النصائح الأخرى العامة التي نوجهها لمرضى السلس، فتشمل ما يلي:
أولاً: هنالك بعض التمارين الرياضية التي قد تساعد على تقوية عضلة المثانة، وفيما يلي مثل هذه التمارين الرياضية التي من الممكن أن تساعد في التخفيف من حدة المرض:
أ. ينام المريض (أو المريضة) على ظهره والساقان مفتوحتان، ثم يحاول أن يقبض عضلات مجرى البول والمستقيم (كأنه يحاول أن يمنع نزول البول والبراز) ويحاول أن يحافظ على هذا الانقباض من 3 إلى 5 ثوان، ثم يستريح ضعف وقت الانقباض (أي إذا كان وقت انقباض العضلة 3 ثوان، يكون وقت الاسترخاء 6 ثوان)، ثم يكرر هذا التمرين مع التركيز على الإحساس بالعضلة، وهي مشدودة ورؤيتها وهي تنقبض، ثم وهي تسترخي، أو تحسس هذا الانقباض بيده (حول مجرى البول)، ثم الإحساس باسترخاء هذه العضلة، وكبرنامج مقترح لتقوية هذه العضلات، يمكن عمل أربع مجموعات من التمرين يومياً، كل مجموعة تتكون من 10 انقباضات مستمرة (من 3 إلى 5 ثوان) مع فترة استرخاء بين كل انقباض كما سبق، ومن 10-20 انقباضا سريعا (انقباض سريع لمدة ثانية مثلاً ثم استرخاء سريع) مع زيادة العدد في كل يوم بمعدل 10 انقباضات لكل مجموعة للوصول إلى 200 تكرار للتمرين يومياً على الأقل (يمكن أن يكون هذا التكرار حسب قدرة المريض على أدائه، تزداد تدريجيا). ويجب أن يلاحظ أن أداء هذه التمرينات يكون والمثانة غير ممتلئة.
ويمكن أداء التمرين أثناء التبول، حيث يقوم المريض أثناء نزول البول بمحاولة وقف نزوله ثم استمرار نزوله وتكرار ذلك عدة مرات، ويفضل أداء تمرينات تقوية عضلات أرضية الحوض في البداية من وضع النوم على الظهر أو الجنب، حيث يكون ذلك أسهل، ثم التدرج في أدائها أثناء الجلوس والوقوف، وفي حالات بعض المرضى، يحدث خروج للبول عند الحركة من وضع الجلوس للوقوف، ولمقاومة هذه القابلية، يمكن أداء الانقباض أثناء هذه الحركة لمنع هذا التسرب أثناء تغيير الوضع.
ب. التمرين المتدرج للعضلات المتحكمة في منع خروج البول، ويسمى تمرين المصعد (الأسانسير)؛ حيث يتخيل المريض وكأنه يركب المصعد الذي يصعد من دور إلى آخر، ويحاول أن يقبض هذه العضلات مع زيادة شدة الانقباض كلما صعد المصعد من دور إلى آخر، ثم الاسترخاء التدريجي أيضاً للعضلات، حيث يحاول الاسترخاء بشكل متدرج كلما نزل المصعد من دور إلى آخر.
ثانيا: ينصح مريض السلس البولي بالتخفيف من المشروبات المدرة للبول مثل؛ المشروبات الغازية والشاي والقهوة، وخصوصا قبل النوم.
ثالثا: قد يحتاج بعض المرضى من كبار السن المقعدين إلى استخدام الحفاظات، ولا ضير من ذلك، بل يجب دعم هؤلاء المرضى معنويا وعدم إشعارهم بأنهم عبء على من حولهم.
رابعا: ينصح مرضى السلس البولي بالتقليل من تناول التوابل الحارة والفلفل.
خامسا: ينصح المرضى الذين يعانون من السمنة بضبط وزنهم، وذلك لتخفيف الضغط الواقع على منطقة أسفل البطن والمثانة.
سادسا: ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف الملينة، وذلك لتجنب الإصابة بالإمساك.
سابعا: ينصح المرضى المدخنون بالإقلاع عن التدخين.
ثامنا: ينصح بالإقلال من تناول السوائل بشكل عام قبل النوم.
جرثومة الكلاميديا أكثر مسببات الأمراض التناسلية شيوعا
تعتبر جرثومة الكلاميديا من أكثر مسببات الأمراض التناسلية شيوعاً، ولكنها من الجراثيم التي يمكن علاجها، وتصيب الكلاميديا منطقة عنق الرحم عند النساء، كما يمكن أن تصيب منطقة مجرى البول الخارجي والمستقيم والعينين لدى الرجال والنساء.
وتكون فترة حضانة جرثومة الكلاميديا بين أُسبوع واحد وثلاثة أسابيع من الإصابة بالعدوى. ولكن يمكن ألا تظهر الأعراض إلا بعد وقت طويل من انتقال جرثومة المرض للمريض. ومن الملاحظ أنّ الرجال غالباً ما يلاحظون الإصابة بالمرض أكثر من النساء.
أعراض الإصابة بجرثومة الكلاميديا عند النساء
- زيادة إفرازات المهبل.
- زيادة في الحاجة إلى التبول مترافقة مع ألم عند التبول.
- ألم في أسفل البطن نتيجة للالتهاب.
- ألم أثناء ممارسة الجنس.
- اضطراب في الدورة الشهرية.
- في حالة إصابة العين بالكلاميديا، فإنها تتورم ويصبح لونها أحمر.
أعراض الإصابة بجرثومة الكلاميديا عند الرجال
- خروج إفرازات سائلة بيضاء من العضو الذكري.
- ألم وحرقة عند التبول.
- تورم مؤلم والتهاب في العينين (إذا كانت مصابة).
مضاعفات وتشخيص مرض الكلاميديا
إذا لم يتم علاج الكلاميديا، فسيؤدي هذا إلى مرض التهاب المهبل عند النساء. وهو التهاب في قناتي فالوب (وهما القناتان التي تمر بهما البويضة إلى الرحم)، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى العقم عند النساء.
أمّا في الرجال، فالمضاعفات التي تسببها الكلاميديا غير شائعة، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى التهاب مؤلم في الخصيتين، وهذا قد يؤدي بدوره إلى العقم.
ولتشخيص مرض الكلاميديا، يقوم الطبيب بفحص أعضاء المريض التناسلية. ومن ثمّ يتم أخذ عينات بواسطة ماسحة من القطن أو الصوف أو الإسفنج، من أي مكان يمكن أن يكون ملوثاً مثل؛ عنق الرحم أو مجرى البول الخارجي أو فتحة الشرج أو الحلق. ويمكن أن يطلب الطبيب عينة من البول، وبعد ذلك يتم إرسال هذه العينات إلى المختبر، حيث يتم فحصها للتأكد من وجود جرثومة الكلاميديا.
علاج الكلاميديا
من المعروف أن علاج مرض الكلاميديا أمر ممكن، حيث تتم معالجة التهاب الكلاميديا بواسطة منظومة علاجية تتضمن المضادات الحيوية على شكل حبوب يصفها الطبيب للمريض. وعلى المريض الالتزام بتعليمات الطبيب حتى يتم الشفاء التام. وكذلك ينصح المريض بالتوقف عن ممارسة الجنس أثناء فترة العلاج، وبعد ذلك ينصح باستعمال الواقي الذكري (الكاندوم) أثناء ممارسة الجنس
0 التعليقات: