تُعَدُّ الإصابةُ بالحصيات الكلوية حالةً واسعة الانتشار. وعلى الرغم من أنَّها يمكن أن تسبِّبَ ألماً شديداً، إلاَّ أنَّها قابلة للعلاج، ويمكن الوقاية منها في كثير من الحالات. وإذا كانت الحصاةُ كبيرةً، ولا يمكن أن تخرجَ من تلقاء نفسها و بعد تناول الأدوية، قد ينصح الطبيبُ بتنظير الحالب مع تفتيت الحصاة
بأشعة الليزر. ولكنَّ اتِّخاذَ قرار الخضوع لهذا الإجراء يعود للمريض أيضاً. تعدُّ عمليةُ تنظير الحالب مع تفتيت الحصاة بالليزر إجراءً يخرج المريضُ بعدَه إلى المنزل في اليوم نفسه، ويستخدم فيه منظار للوصول إلى الحصاة وأشعَّة ليزر قوية لتفتيتها. وهي وسيلةٌ آمنة للغاية وفعالة للتخلُّص من الحصيات المؤلمة. خلالَ عملية تفتيت الحصيات بالليزر، يقوم طبيب المسالك البولية بإدخال منظار عبر الإحليل والمثانة، ومن ثم إلى الحالب للوصول إلى الحصاة. يقوم الطبيبُ بعد ذلك بتفتيت الحصاة إلى أجزاء صغيرة بأشعة ليزر قوية. مثل أية عملية، هناك بعضُ المخاطر لتنظير الحالب وتفتيت الحصاة بالليزر. وعلى الرغم من أنَّ هذه المخاطر نادرة، إلاَّ أنَّ معرفتها قد تساعد المريض على العثور عليها ومعالجتها في وقت مبكِّر.
مقدِّمة
تُعَدُّ الإصابةُ بالحصيات الكلوية حالةً واسعة الانتشار. وعلى الرغم من أنَّها يمكن أن تسبِّب ألماً شديداً، إلاَّ أنَّها قابلة للعلاج، ويمكن الوقاية منها في كثير من الحالات. يمكن أن ينصحَ الطبيبُ بمعالجة الحصيات الكلوية عن طريق تنظير الحالب مع تفتيتها بأشعة الليزر. لكنَّ اتِّخاذَ قرار الخضوع لهذا الإجراء يعود للمريض أيضاً. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي تنظيرَ الحالب مع تفتيت الحصيات بأشعة الليزر. وهو يتناول أسبابَ وأعراض الحصيات الكلوية وطرق معالجتها. كما يعرض فوائدَ ومخاطر تنظير الحالب مع تفتيت الحصيات بأشعَّة الليزر، والنتائج المتوقَّعة لهذه الطريقة في العلاج.
التشريح
يُولَد معظمُ الناس بكليتين اثنتين. تشبه الكليةُ شكلَ حبة الفاصولياء، وتقع الكليتان على جانبي العمود الفقري. الوظيفةُ الأساسية للكليتين هي تنظيم كمِّية الماء في الجسم وتنقية الدم من المواد الكيميائية الضارَّة، التي تُعرَف باسم السموم. تقوم الكليتان بطرح هذه السموم في البول. يمرُّ البولُ عبر أنبوبين يُسمَّيان الحالبين إلى المثانة، حيث يجري تخزينه هناك. عندما تمتلئ المثانةُ بالبول، يشعر الإنسان بحاجة للتبول. يخرج البول عبر الإحليل.
الحصيات الكلوية
يمكن أن يحوي بولُ الإنسان نسبةً عالية من المعادن. وإذا ازداد تركيز هذه المعادن الى حد كبير، يمكنها أن تشكِّل بلورات تتلاصق معاً فتشكل حصيات صغيرة قاسية داخل الكلية يتراوح حجمُها من بضع ميليمترات الى بضعة بوصات. عندما تخرج الحصياتُ من الكلية، فإنَّها تمر عبر الحالبين وصولاً إلى المثانة. يتمكَّن معظمُ الناس من التخلُّص من الحصيات الصغيرة عن طريق البول دون أيَّة مشكلة. ولكنَّ بعضَ الناس يشعرون بألم شديد عند مرور الحصيات في الحالب. يحدث الألم عادةً في الظهر أو في منطقة الخاصرة أو أسفل البطن، ويمكن أن يستمرَّ من خمس دقائق إلى خمس عشرة دقيقة. يُعرَف هذا الألم باسم "المغص الكلوي". يمكن أحياناً أن تعلق الحصياتُ الكلوية في الحالبين، خاصَّة إذا كان حجمها أكثر من 4 مليمترات. عندما تعلق الحصاةُ في الحالب، يمكن أن يستمر الألم عدة أيام وأن يتوقَّف تدفق البول من الكلية إلى المثانة. وقد تؤدي الحصاة إلى انسداد الحالب، ممَّا يجعل البولَ يرتد إلى الأعلى ويزيد الضغط على الكلية. هذا الوضع خطير، وقد يؤدي إلى عدوى وحتى الى خسارة الكلية. لذلك من المهم جداً معالجة هذه الحصيات بسبب هذه المضاعفات. غالباً ما يكون الألمُ من أبرز أعراض الحصيات الكلوية وأوضحها. ومن الأعراض الأخرى التي تشير إلى الحصيات الكلوية:
الغثيان.
التقيُّؤ.
البول المختلط بالدم أو البول ذو الرائحة الكريهة.
الشعور الدائم بالحاجة إلى التبوُّل.
طرقُ المعالجة
تعتمد طرقُ المعالجة على أعراض المريض وعلى حجم الحصاة وموقعها؛ فإذا كانت الحصية صغيرة (4 مليمتر أو أصغر)، قد يقرِّر طبيبُ الأمراض البولية، وهو طبيبٌ متخصِّص في أمراض الكلية والمثانة، الانتظارَ بعض الوقت حتى يرى ما إذا كانت الحصاة يمكن أن تخرجَ من تلقاء ذاتها. يُعطي الطبيبُ عادة أدوية للمريض من أجل تخفيف الألم الشديد. كما قد ينصحه الطبيبُ بشرب كمِّية كبيرة من المياه تصل إلى ثلاثة لترات أو 12 كأساً كبيراً في اليوم، للمساعدة على غسل الكلية. وهذا ما يعرف باسم " المُعالَجَة التَّوَقُّعِيَّة". إذا لم تكن الأعراضُ شديدة، يمكن أحياناً إعطاء أدوية تعمل على تغيير التركيب الكيميائي للبول، ممَّا يساعد على ذوبان الحصيات. لكنَّ هذا العلاج يستغرق وقتا طويلاً، وهو ليس خياراً مناسباً في الحالات التي يعاني فيها المريضُ من ألم شديد أو من انسداد في المجاري البولية. في بعض الأحيان، لا يستطيع الطبيبُ الوصولَ الى الحصاة إلاَّ من خلال إجراء شق جراحي في الظهر وإدخال منظار عبر الكلية للوصول إلى الحالب. يُسمَّى هذا الإجراءُ الجراحي إزالة الحصيات عن طريق الجلد. وفي بعض الأحيان، واعتماداً على موقع الحصاة وحجمها، يمكن تفتيتُ الحصيات بالموجات الصوتية الصادمة من خارج الجسم. وفي هذا النوع من المعالجة، لا تستخدم أدوات باضعة تخترق الجسم. في بعض الأحيان، لا يكون ممكناً تفتيت الحصيات بالأمواج الصادمة بسبب موقع الحصاة وأسباب أخرى. وقد ينصح الطبيبُ بتنظير الحالب مع تفتيت الحصاة بالليزر. عندَ اللجوء إلى طريقة العلاج بتنظير الحالب مع تفتيت الحصاة بالليزر، يُدخِل الطبيبُ منظاراً صغيراً عبر الإحليل والمثانة والحالب ليصل إلى الحصاة. تستخدم أشعَّة ليزر مصغَّرة قوية لتفتيت الحصاة إلى أجزاء صغيرة. قبل أن يختارَ الطبيبُ طريقةَ المعالجة، فإنَّه يدرس حجم الحصيات وعددها وموقعها وتركيبها. كما أنَّ حجمَ المريض وحالته الصحية هي من العوامل التي تُؤخَذ في الحسبان عندَ اختيار طريقة المعالجة.
تنظيرُ الحالب مع تفتيت الحصيات بالليزر
تُُجرََى عمليةُ تنظير الحالب مع تفتيت الحصيات بالليزر تحت التخدير العام عادة. من المفروض دائماً تحديد موعد لهذا الإجراء قبل بعض الوقت؛ فقد يُضطرُّ الطبيبُ إلى وضع دعامة مؤقَّتة أو قالب على الفور في حال وجود انسداد. الدعامةُ هي أنبوبٌ طويل مرن يُمرَّر من الكلية، حول الحصاة، والى المثانة. تتجاوز الدعامةُ الحصاةَ وتتيح تصريف البول من الكلية. ولكن، تجري إزالةُ هذه الدعامة خلال عملية تفتيت الحصاة بالليزر. خلال تفتيت الحصاة بالليزر، يُدخل طبيبُ المسالك البولية منظاراً خاصاً، يُسَمَّى منظار الحالب، عبر الإحليل والمثانة صعوداً إلى الحالب ليصل إلى الحصاة. يتمكَّن الطبيبُ من رؤية الحصاة على شاشة كومبيوتر باستخدام كاميرات صغيرة جداً. تستخدم أشعةُ ليزر قليلة، ولكن قوية، لتفتيت الحصية إلى أجزاء صغيرة. ثم تُطرح هذه الأجزاءُ مع البول بسهولة إلى خارج الجسم. ولا يجرى أيُّ شقٍّ خلال هذه العملية. بعدَ تفتيت الحصاة بأشعَّة الليزر، قد يضع الطبيبُ دعامةً أخرى لإبقاء الحالب مفتوحاً خلال فترة النقاهة. تجري إزالةُ هذه الدعامة عادة بعد بضعة أسابيع من العملية. ولا حاجةَ إلى إقامة المريض في المستشفى بعد عملية تفتيت الحصاة بالليزر، بل يمكنه الذهاب إلى منزله في اليوم نفسه.
المخاطرُ والمضاعفات
تُعَدُّ عمليةُ تنظير الحالب مع تفتيت الحصيات بالليزر عمليةً آمنة جداً وفعَّالة، كما أنَّ مخاطرها ومضاعفاتها نادرة، رغم أنها ممكنة الحدوث. تنجم بعضُ المخاطر عن التخدير، وتنجم بعض المخاطر الأخرى عن العمليات الجراحية بشكل عام. تشمل المخاطرُ الناتجة عن التخدير العام الغثيانَ والتقيؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وكسر الأسنان وألم البلعوم والصداع. أمَّا المخاطرُ الأكثر خطورة للتخدير العام فتشمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئوي. يشرح طبيبُ التخدير للمريض هذه المخاطر عادةً، كما يتحقَّق منه حولَ ما إذا كان يتحسَّس من أدوية معيَّنة. يمكن أن تحدثَ جلطاتُ دموية في الساقين بسبب انعدام حركة المريض في أثناء العملية وبعدها. وهي تظهر بعد عدَّة أيام من العملية عادة، حيث تتورَّم الساق وتصبح مؤلمة. يمكن أن تنتقلَ الجلطاتُ الدموية من الساق إلى الرئتين، حيث تسبِّب صعوبةً في التنفُّس وألماً في الصدر، وقد تسبِّب الموت. إذا شعر المريضُ بهذه الأعراض، فمن المهمِّ جداً إبلاغ طبيبه بها. في بعض الأحيان، تحدث صعوبةُ التنفُّس دون أيِّ سابق إنذار. يمكن أن يساعد نهوضُ المريض من الفراش بعد وقت قصير من العملية في التقليل من خطر تشكُّل جلطات الدم في الساقين. العدوى في البول أو الكليتين والمثانة مستبعدة، لكنَّها ممكنة. وكذلك، فإنَّ النزف الشديد الذي قد يتطلَّب نقل الدم أو عملية أخرى مستبعد كثيراً. وهناك احتمالٌ ضئيل ألاَّ تنجحَ العملية في تفتيت الحصاة. المخاطرُ والمضاعفات الأخرى نادرةٌ للغاية، لكنَّها ممكنة. وهي تشمل إصابةَ الإحليل أو المثانة أو الحالب أو الكلى. قد تتطلَّب مثلُ هذه الإصابات إجراءَ عملية جراحية واحتمال فقدان الكلية، ولكن هذا الاحتمال مستبعد للغاية.
بعدَ العملية
بعد العملية، يبقى المريضُ في غرفة الإنعاش حتى استعادة وعيه من التخدير. ولا حاجةَ إلى بقاء المريض في المستشفى بعد ذلك؛ فهو يستطيع الذهابَ إلى منزله في اليوم نفسه. بما أنَّ المريضَ يخضع للتخدير، من الأفضل أن يقوم أحد بإيصاله إلى المنزل. يشعر المريضُ بالتحسُّن التدريجي بعد خروجه من غرفة الإنعاش. ورغم ذلك، عليه الاستراحة طوالَ يوم العملية. يتمكَّن معظمُ الناس من استئناف نشاطاتهم اليومية بشكل كامل بعد يوم أو يومين من هذه العملية. ينصح طبيبُ المسالك البولية المريض بشرب الكثير من الماء في الأسابيع التالية للعملية، لأنَّ الشربَ يزيد من معدل التبوُّل، ممَّا يساعد على طرح الأجزاء المتبقِّية من الحصاة مع البول إلى خارج الجسم. يلاحظ معظمُ المرضى وجودَ القليل من الدم في البول بعد العملية. وهذا أمر طبيعي، ويمكن أن يستمر من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. كما يمكن أن يشعرَ المريضُ ببعض الألم عند مرور فُتات الحصاة في البول، الأمر الذي يبدأ بعدَ العملية مباشرة، وقد يستمر مدةً تصل من أربعة أسابيع إلى ثمانية أسابيع. تخفُّ هذه الأعراض باستخدام المسكنات التي تؤخذ عن طريق الفم، وبشرب كمِّيات كبيرة من الماء. في حال استخدام دعامة، فإنَّها قد تسبِّب بعضَ الإزعاج في أثناء التبوُّل. وقد الطبيبُ المريض أدويةً خاصة لإزالة هذا الألم، ويُطلب منه مراجعته لإخراج الدعامة في وقت لاحق. قد يطلب الطبيبُ من المريض أن يقومَ بتصفية البول بعد العملية للتأكد من خروج الأجزاء المتبقية من الحصيات. وعليه أن يُعطى هذه الأجزاء إلى الطبيب حتى يتمكَّنَ من دراسة تركيبها بدقة. بعد معرفة تركيب الحصاة، يصبح الطبيب و المريض قادرين على معرفة أسباب تكوّن الحصيات و طرق الوقاية منها في المستقبل. بعدَ معرفة تركيب الحصاة، يمكن أن يقترح الطبيب:
شرب مقادير كبيرة من الماء، قد تصل في بعض الحالات إلى 14 كأساً في اليوم.
ممارسة النشاط البدني، مثل المشي.
وتقليل مستوى الملح والبروتين الحيواني في الطعام.
كما يمكن أن يصفَ طبيب الأمراض البولية أيضاً بعضَ الأدوية التي يعتمد نوعها على نوع الحصاة التي جرى طرحها مع البول. لذلك من المهم الاحتفاظ بعيِّنة من الحصاة لإعطائها للطبيب.
الخلاصة
يمكن أن تكونَ الحصياتُ الكلوية مؤلمةً للغاية. ولكنَّها، ولله الحمد، قابلة للمعالجة، ويمكن الوقاية منها. وقد ينصح الطبيب بإجراء تنظير للحالب مع تفتيت الحصاة بالليزر إذا كانت كبيرةً ولم تخرج من تلقاء نفسها مع البول بعد تناول الأدوية. لا يحتاج المريضُ بعدَ عملية تنظير الحالب مع تفتيت الحصاة بالليزر إلى البقاء في المستشفى، ويمكنه الذهاب إلى منزله في اليوم نفسه. ويستخدم في هذه العملية منظارٌ للوصول إلى الحصاة وأشعة ليزر قوية لتفتيتها. وهي طريقةٌ آمنة جداً وفعَّالة للتخلُّص من الحصيات المؤلمة. خلال عملية تفتيت الحصاة بالليزر، يقوم طبيبُ المسالك البولية بإدخال منظار من خلال الإحليل والمثانة ومن ثم إلى الحالب للوصول إلى الحصاة. كما يقوم الطبيبُ بعد ذلك بتفتيت الحصاة إلى إجزاء صغيرة بأشعة ليزر قوية. هناك بعضُ المخاطر لعملية تنظير الحالب وتفتيت الحصاة بالليزر مثل أيَّة عملية أخرى. وعلى الرغم من أن هذه المخاطر نادرة، إلاَّ أنَّ معرفتها قد تساعد المريض على العثور عليها ومعالجتها في وقت مبكِّر.
0 التعليقات: