الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

الحصوات الكلوية.. رواسب تعوق توازن الجسم


تتشكل الحصوات في الكلى، من كتلة من مواد صلبة تتجمع في مجرى البول، ما ينتج عنه ألم شديد في أسفل الظهر أو البطن، ويمكن أن تسبب انسداد الحالب، وأظهرت الإحصائيات أن ما بين 1٪ - 15٪ من الناس يصابوا بحصى الكلى في مرحلة ما من حياتهم، في جميع أنحاء العالم، وتصيب الحصوات الرجال أكثر من النساء بشكلٍ أكبر، بمقدار ثلاثة أضعاف، كما تَكثر الإصابات عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 و45 عاماً، كما أنها أن الحصوة الكلوية تعود وتتكون مرة أخرى لنصف المرضى تقريباً في غضون عشر سنوات، وفي هذا التحقيق تستعرض الصحة والطب أنواع العلاج والوقاية من الحصوات الكلوية.
، أن حصوات الكلى تعتبر من الأمراض الشائعة لدى الإنسان، وتصيب الرجال أكثر من النساء حيث تبلغ نسبة الإصابة عند الرجال نحو 12% وعند النساء 5%، وهي كتل من الأملاح والمعادن التي تتكون في أماكن مختلفة من الجسم، وتسمى باسم المكان الذي تصيبه، ويتم تكونها نتيجة تناول الكثير من الأملاح وتختلف أحجامها، وتتكون حصوات الكلى نتيجة لسببين:-
1- السبب الأول زيادة في إفراز كمية بعض المواد في البول مثل الكالسيوم، والاوكسالات وحمض اليوريك. 
2- السبب الثاني نتيجة قلة حمض الستريت في البول وقلة كمية البول، وينتج عن هذين السببين زيادة في تركيز تلك المواد في البول ومن ثم تكون الحصى.
ويستكمل: هناك عدة عوامل تجعل من بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بحصى الكلى منها:
• زيادة الوزن.
• مرض النقرس.
• متلازمة سوء الامتصاص.
• المرض المعوي الالتهابي.
• زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية (أو الدُريقية).
• الإفراط في شرب المشروبات الغازية والإكثار من أكل الأطعمة التي تحتوي على الأملاح والبروتينات.
• العقاقير الطبية مثل السلفونامايد، الاندينافير والترايمترين.
• أسباب وراثية ينتج عنها زيادة في إفراز الكالسيوم أو السستين في البول.
ويوضح د. الخولي أن الأعراض تختلف بحسب موقع الحصوة، فإذا كانت الحصوة صغيرة الحجم وتوجد داخل الكلية، فربما لا تسبب أياً من الأعراض، أما إذا كانت الحصوة بداخل الحالب، فهذا يجعل المريض يعاني من ألم شديد في الجانب السفلي من الظهر أو ما يسمى المغص الكلوي، والغثيان والقيء ونزول الدم مع البول، وأنواع حصوات الكلي كالآتي:-
• حصوات كالسيوم (اوكسالات اوفوسفات).
• حصوات حمض اليوريك.
• حصوات فوسفات الامونيوم والماغنيسيوم.
• حصوات السستين.
الفشل الكلوي
يشير د. الخولي إلى أن الفشل الكلوي هو اضطراب يحدث بسبب الاختلال الوظيفي للكليتين في جسم الإنسان، ما يؤدي بدوره إلى تراكم نواتج الفضلات في مختلف أنسجة الجسم، والفش الكلوي له تصنيفان: فشل كلوي حاد، الذي ينتج عنه فقدان سريع للوظائف الكلوية، وفشل كلوي مزمن، وهو عبارة عن نتيجة طويلة الفترة لفشل كلوي متقدم وحاد، وهناك بعض العوامل التي تسبب حدوث الفشل الكلوي، كــ:
• نقصان حجم الدم.
• الجفاف المتعلق بكثرة التقيؤ وفقدان الكثير من السوائل.
• الإسهال المزمن، أو كثرة التعرق.
• نقص في استهلاك السوائل.
• استعمال مدرات البول بشكل كبير.
• وجود اختلال في التدفق الدموي من وإلى الكليتين.
• إصابة الشخص بالتسمم الكلوي الدوائي.
• انحلال الربيبدات.
• فقد السيطرة على مستوى ارتفاع ضغط الدم.
• ارتفاع السكري في الجسم.
• الحصى الكلوية. 
• إصابة الشخص بسرطان البروستاتا.
علاجات طبيعية

يبين د. الخولي أن العديد من الناس يصابون بحصوات الكلى، والتي تتكون في بعض الحالات نتيجة تناول الكثير من الأملاح، ولذلك يجب على مرضى الكلى إنقاص تناول الملح في الطعام، لأن الملح يزيد من احتباس السوائل في الجسم ويزيد من ضغط الدم، ويتواجد الصوديوم في ملح الطعام واللحوم أو الأسماك المعلبة أو المملحة أو المدخنة والأجبان، ورقائق البطاطس المقلية والخضراوات المعلبة كالزيتون والمخللات، إضافة إلى المكسرات وعصير الطماطم أو الكاتشب، وكربونات الصوديوم، كما يجب على من يعاني من الحصوات الكلوية اختيار الأغذية المناسبة، كالحليب، الذي يترتب التقيد بالحصص المسموح بها يومياً، وهي كأس من الحليب يحتوي 170 ملغراماً من الصوديوم، و60 ملغراماً من البوتاسيوم. ولا بأس إن كان الحليب كامل الدسم أو قليل الدسم، ويفضل تجنب لبن المخيض والجبن الأبيض، وهناك بعض العلاجات للحصوات الكلوية بمواد طبيعية وعشبية، ومنها:
• البقدونس، حيث يغلى في المياه، ويتم الشرب منه يومياً، للقضاء على حصوات الكلى، حيث قام بها العديد من الأفراد، وساعدت في التخلص من الحصاوي بشكل نهائي، دون عودتها مرة أخرى.
• بذور الحلبة، يغلى كوب من بذور الحلبة في ثلاث أكواب من الماء، ثم يتم تصفية البذور من المغلي بعد غليه عشرين دقيقة، ويتم شرب أربعة أكواب من هذا المغلي يومياً ولمدة أسبوعين، كما يتم استخدام ورق الخبازى البري المطبوخ المضاف إليه ثلاث ملاعق من عسل النحل الطبيعي، وملعقة صغيرة من السمن البقري، ثم تتم تصفيته جيداً، ويتم شرب كوب منه يومياً ولمدة أسبوع .
• لتفتيت الحصى في الكلى، يتم أخذ مقدار كف من شوشة عرنوس الذرة الصفراء، ويغلى في لتر من الماء، ثم يتم غليه وتصفيته ويشرب ثلاثة أكواب يومياً من المغلى لمدة أسبوع. 
• يؤخذ كف من الحمص الأسود ثم يتم غليه في لتر من الماء على النار، يغلى على النار، ثم يشرب كوب منه كل صباح وكل مساء لمدة أسبوع لتفتيت حصى الكلى. 
• يجب الأخذ بعين الاعتبار نوع الأكل والطعام الذي يأكله المريض، حتى يتم علاج حصوات الكلى. كما ويتم شرب مغلي الأعشاب الآتية الحمص الأسود، والقرفة، وحب اليانسون، وماء عصير ورق وأغصان الفجل، ويومياً كل صباح ومساء. 
• تجنب أكل السبانخ والسمك والملفوف والتين المجفف واللفت والبامية والحمص والفول السوداني والشوكولا والشاي والراوند ومنتجات الألبان.
• التقليل من اللحم وتقليل تناول الملح والبهارات والفلفل، مع الانتظام على شرب الأعشاب التي تعمل على در البول عند المريض كبذور الكمون، وأكل الحمص مع السكر، وبالتالي خروج الحصى وتفتتها مع البول، كما ويستخدم نبات العاقول في تفتيت حصوات الكلى.
وظائف الكلي

وعن أهم الوظائف التي تؤديها الكلي، يذكر الدكتور سمير حميد، اختصاصي المسالك البولية، أن الكِلى تعتبر من أهمّ أعضاء جسم الإنسان، وتتلخص وظائفها في التالي:- 
• تنقية الدّم وتطهيره من المواد السامّة، حيث تتراكم نواتج عمليتي الهضم والتمثيل الغذائيّ في أنسجة الجسم على شكل سموم، مثل مادة البولينا التي تطرحها الكِلى عن طريق البول.
• المحافظة على توازن معدّلات الماء والأملاح في الجسم، فنقص أو زيادة أحدهما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض وربما الموت.
• معادلة حموضة وقلويّة الدّم، وذلك عن طريق طرح الكِلى للأحماض في البول. 
• وظائف هرمونيّة ومن أهمها: إفراز هرمون الرينين المسؤول عن التحكم في المواد الموجودة داخل الدّم وتحويلها إلى مواد نشطة، وذلك لرفع معدل ضغط الدّم إذا انخفض عن الحدّ الطبيعيّ. 
• إفراز مادة البروستاجلاندين التي تقلّل ضغط الدّم حين يرتفع عن الحدّ الطبيعيّ.
• إفراز مواد لها القدرة على تحويل فيتامين (د) الخامل إلى آخر نشط، ما يزيد الكالسيوم المترسّب في العظام، إذ إنّ عدم وجود هذا الفيتامين يؤدي إلى الإصابة بليونة العظام والكساح. 
• إفراز مادة الإريثروبيوتين، وهي المسؤولة عن تنشيط نخاع العظم، وتحفيزه على إفراز المزيد من كريات الدّم الحمراء. 
ويوضح د. حميد أن اشهر الأمراض التي تصيب الكلى تتمثل في:-
• التهاب الكلى الحاد: حيث يصل الميكروب المسبب لهذا المرض إلى الجهاز البولي عن طريق الدم أو الجهاز التناسليّ، ويعاني المريض من وجود صديد بشكل كبير. 
• وجود أملاح في الكلى، وهي عبارة عن تراكم كميات كبيرة من الأملاح على جدار الكلى بحيث لا يستطيع الجسم التخلّص منها، ويعاني المصاب بها بألم شديد. 
• وجود حصوات في الكلى، وهي ترسب الأملاح في الكلى على شكل كرة يتفاوت حجمها بين رأس الدبوس إلى كرة الغولف، ويعاني المريض هنا من مغص كلوي.
• الالتهاب الكلوي المزمن: الذي ينتج عن تكرار لحدوث التهاب الكلى الحاد دون علاجه، ممّا يتسبّب بضمور الكلى والفشل الكلوي. 
• سقوط الكلية أو تغيّر مستواها في الجسم، وينتج ذلك عن التعرّض للحميات الغذائية القاسية، بسبب اختفاء الدهون حول الكلى، وتسبّب هذه الحالة مغصاً كلوياً مع التواء في الحالب.
الغسيل الكلوي 
• يذكر د. حميد أن هناك حالات معينة، لا تقوم الكلية بعملها بشكل جيد، ويحدث ترسيب وبقاء المواد السامة والخطيرة العالقة في الدم، وبالتالي زيادة تركيزها، أو توقّف عملها نهائياً، ما يشكل خطراً على جسم الإنسان، وفي هذه الحالات يصبح غسل الكلى أمراً ضرورياً،، وينتج ذلك عن عدة أسباب وهى:- 
• تكوّن أكياس في داخل الكلية نفسها، مّا يؤدّي إلى خلل في قيام الكلي بوظيفتها بالشكل الطبيعي.
• الإصابة بمرض السكري.
• ارتفاع ضغط الدم، الذي يؤدّي حدوثه إلى زيادة الضغط على جدران الأوعية الدمويّة الموجودة في كافة الجسم.
• تضخّم غدّة البروستاتا عند الرجال.
ويستكمل: أن جميع المسبّبات السابقة تؤدّي إلى حدوث تلف وضعف الكلى، أو الفشل الكلوي، ولذلك يلجأ الأطباء في هذه الحالات إلى إجراء ما يسمى بعملية غسل الكلى، لتعويض ما يفقده الجسم نتيجة فقدان عمل الكلى، ويحتاج مريض الفشل الكلوي إلى غسل الدم 3 مرات كل أسبوع، وتستغرق الجلسة الواحدة من 3-5 ساعات، لاسترجاع الكلية جزءاً من عملها. 
زراعة الكلى

يؤكد د. حميد على أن الهدف من زراعة الكلى هو توفير كلية تستطيع القيام بوظائفها، لشخص فقدت كليته القدرة على أداء وظائفها، بسبب العديد من العوامل التي تسبب الوصول إلى الداء الكلوي بالمرحلة النهائية، مثل الفشل الكلوي المزمن، تضرر الكلى جراء السكري، فرط ضغط الدم الكلوي، عدوى كلوية مزمنة، إلحاق الضرر بالكلى بسبب الأدوية، تعرض شرايين الكلى للضرر، أمراض الكلى الوراثية، تضرر الكلى عقب مرض مناعة ذاتية (Autoimmune) وغيرها. 
ويضيف: يتسم الداء الكلوي بالمرحلة النهائية، بانخفاض معدل التصفية الكلوية لدرجة 20-25% من الوضع العادي، ويمكن الحصول على كلية بغرض الزراعة إما عن طريق جسم آخر، بحيث يمكن إجراء الفحوصات الشاملة لهذا المتبرع قبل عملية الزرع، وهكذا يتم الحد من احتمالات رفض الجسم للزرع، ومن أجل زيادة احتمالات نجاح عملية الزرع لدى المريض. 
نصائح وقائية 
• يوصى د.حميد بضرورة المحافظة الوقائية للكلي عن طريق بعض الإرشادات وهى:-
• الامتناع عن شرب المياه الغازية، فهي من أخطر العادات التي تسبب الفشل الكلوي وخاصة للأطفال.
• التوقف عن تناول رقائق البطاطس المقلية المنكهة بأنواعها، ومنع الأطفال منها واستبدالها بالبطاطس الطازجة المقلية في المنزل.
• تجنب اللحوم المدخنة والمصنعة بكل أنواعها.
• التقليل التدريجي للملح في مختلف الأطعمة، حيث إن ذلك يحمي الكلى من أخطار عديدة.
• تجنب الإفراط في تناول الموالح والمخللات لأنها تزيد نسب الأملاح والصديد في الجسم، ما ينعكس بالسلب على الكلى.
• الاهتمام بشرب المياه باستمرار، لأنها تعادل نسب الأملاح والصديد إذا زادت في الجسم.
• عدم الإفراط في تعاطي مسكنات الآلام لأنها السبب الرئيسي لتلف الكلى.
• النوم العميق والكافي أثناء الليل وأخذ قسط واف من الراحة الجسدية.
• الاهتمام بتنظيم الحركة وجعل الرياضة من الطقوس التي تمارس يومياً.
• عدم الإسراف في التركيز على تناول البروتينات، وإعطاء مساحة أكبر للخضراوات والسلاطات على المائدة بصفة يومية.
كادر.. الفشل الكلوي عند الأطفال 
إن 60٪ إلى 70٪ من مرضى القصور الكلوي الحاد في الأطفال، يمكن إنقاذهم وإعادتهم إلى حالتهم الطبيعية، إذا تمت خطوات العلاج بدقة وبالسرعة المطلوبة، حيث إن التأخير في العلاج يؤدي إلى تلف أكثر في أنسجة الكلية التي عادة لا يتم تعويضها من قبل الجسم، ويتم تحديد خطوات العلاج حسب تقدم الحالة، فمن يعانون من زيادة في السوائل يتم علاجهم بمواد وأدوية تعمل على زيادة إفراز البول، ولا يعطى للطفل المريض ما يعادل الكمية التي يفقدها عن طريق العرق أو القيء والإسهال،,في حالات الجفاف يعطى الطفل كميات متوازنة من السوائل مع إضافة بعض الأملاح حسب حاجة المريض، كما تعالج اضطرابات الأملاح وخاصة البوتاسيوم والفوسفات.















0 التعليقات: