الأحد، 25 ديسمبر 2016

سرطان البروستاتا



سرطان البروستاتا



يُعدُّ سرطانُ البروستات prostate cancer النوعَ الأكثر شيوعاً من أنواع السرطان الذي يُصيب الرجال في بعض البلدان؛ فمثلاً، تُشخَّص أكثر من أربعين ألف حالة جديدة سنويَّاً في المملكة المتَّحدة.
يكون تقدُّمُ سرطان البروستات بطيئاً عادةً، لذلك لا تظهر علاماتُ الإصابة به إلاَّ بعدَ مرور سنوات عديدة.
ولا تصبح الأعراضُ واضحة غالباً إلاَّ عندما يصبح حجم البروستات كافياً ليؤثِّرَ في الإحليل urethra (الأنبوب الذي يمرُّ البول عبرَه من المثانة إلى القضيب).
وعندَ الوصول إلى هذه المرحلة، فقد يلاحظ الرجل المصاب بعض الأعراض، مثل زيادة الحاجة للتبوُّل والحاجة إلى الشدِّ أو الكبس في أثناء التبوُّل، وكذلك الشعور بعدم تفريغ المثانة بشكلٍ كامل بعدَ الانتهاء من التبوُّل.
ينبغي عدمُ تجاهل هذه الأعراض، ولكنَّ وجودَها لا يعني تأكيد إصابة الرجل بسرطان البروستات؛ فمن المحتمل أن تكون ناجمةً عن سببٍ آخر، مثل تضخُّم البروستات الحميد benign prostatic hyperplasia (والمعروف أيضاً بضخامة البروستات prostate enlargement


ما هي البروستات؟
البروستاتُ هي غدَّةٌ صغيرة موجودة في الحوض عند الرجال فقط؛ يُقارب حجمها حجمَ ثمرة صغيرة، وتتوضَّع بين القضيب والمثانة وحولَ الإحليل.
الوظيفةُ الرئيسية لغدَّة البروستات هي المساعدة على إنتاج السائل المنوي semen، أنَّها تُنتج سائلاً أبيضَ لزجاً يمتزج مع النطاف التي تنتجها الخصيتان لتشكيل السائل المنوي.


أسباب حدوث سرطان البروستات
ما زالت أسبابُ حدوث سرطان البروستات غيرَ معروفة؛ إلاَّ أنَّه توجد بعضُ الأشياء التي قد تزيد من خطر حدوث هذه الحالة.
تزداد فرصُ حدوث سرطان البروستات مع تقدُّم الرجل بالعمر، حيث تظهر معظمُ الحالات عند الرجال الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً .
ولأسبابٍ غير مفهومة حتى الآن، يكون سرطانُ البروستات أكثرَ شيوعاً بين الرجال من أصولٍ أفريقيَّة كاريبيَّة أو من أصولٍ أفريقيَّة، بينما يكون أقلّ شيوعاً بين الرجال من أصولٍ آسيويّة.
كما توجد زيادةٌ بسيطة في خطر إصابة الرجال الذين أُصيب أحدُ أقاربهم من الدرجة الأولى (كالأب أو الأخ) بسرطان البروستات.


اختبارات تشخيص سرطان البروستات
ليس هناك اختبارٌ مميَّز يُشخِّص سرطانَ البروستات؛ وجميعُ الاختبارات المُستَعملة للمساعدة على تشخيص الحالة لها فوائد ومخاطر، ولذلك يجب على الطبيب أن يناقشَها مع المصاب.
تُعدُّ الاختباراتُ الدمويَّة هي الاختبارات الأكثر شيوعاً في تشخيص سرطان البروستات، وكذلك الفحص السريري للبروستات والمعروف بالمسِّ الشرجي digital rectal examination (DRE) وأخذ الخزعة.
قد يكون الاختبارُ الدموي، وهو اختبار المستضد النوعي للبروستات prostate-specific antigen (PSA) test (والذي يقيس مستوى هذا المستضدّ)، مساعداً على الكشف المبكِّر عن سرطان البروستات. ولكن، لا ينبغي إجراءُ اختبار PSA بشكلٍ دوري للتحرِّي عن سرطان البروستات، حيث إنَّ نتائجَه قد تكون غير موثوقة.
اختبارُ المستضد النوعي للبروستات في الدم ليس اختباراً نوعيَّاً لسرطان البروستات؛ فقد يزيد المستضدّ النوعي للبروستات نتيجة نموٍّ كبيرٍّ غير سرطاني للبروستات large non-cancerous growth of the prostate (BPH)، أو عدوى في السبيل البولي urinary أو التهاب البروستات، بالإضافة إلى سرطان البروستات. كما أنَّ ارتفاعَ مستويات المستضد النوعي للبروستات لا يمكنه إعلام الطبيب عمَّا إذا كان سرطانُ البروستات قد وصل إلى مرحلة تُهدِّد حياة المصاب.


معالجة سرطان البروستات
ليس من الضروري البدءُ مباشرةً بمعالجة سرطان البروستات عندَ الكثير من الرجال المصابين.
إذا كان السرطانُ في مرحلةٍ مبكرة، ولا يُسبِّبُ أعراضاً، يمكن استعمالُ طريقة "الانتظار والمراقبة watchful waiting" أو "الرصد عن كثب active surveillance". وينطوي هذا على مراقبةٍ دقيقةٍ للحالة.
يمكن شفاءُ بعض حالات سرطان البروستات إذا عُولجَت في مراحله المبكِّرة. وتنطوي المعالجات على الاستئصال الجراحيّ للبروستات واستعمال المعالجة الإشعاعيَّة والمعالجة الهرمونية.
لا تُشَخَّص بعضُ الحالات إلاَّ في مراحل متأخِّرة بعد انتشار السرطان؛ فإذا انتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، ويكون ذلك إلى العظام عادةً، فلا يمكن الشفاءُ منه في هذه الحالة، وتُركِّز المعالجةُ على إطالة عمر المصاب وتخفيف أعراضه.
جميعُ الخيارات العلاجية تنطوي على آثارٌ جانبيَّة مهمَّة، مثل ضعف الانتصاب وسلس البول. لذلك، يُفضِّلُ الكثير من الرجال تأخيرَ المعالجة إلى قُبيل بدء انتشار السرطان.
تهدف المعالجاتُ الجديدة، كالأمواج الصوتيَّة المُركَّزة عالية الشدَّة high-intensity focused ultrasound (HIFU) أو المعالجة بالبرد (المعالجة القرِّية) cryotherapy إلى تقليل الآثار الجانبيَّة. ويمكن استعمالُ هذه الطرق بدلاً من المعالجة الجراحيَّة أو الإشعاعيَّة أو الهرمونيَّة، غيرَ أنَّ الفعَّالية طويلة الأمد لهذه المعالجات غيرُ معروفة حتى الآن.


التعايش مع سرطان البروستات
ما دام أنَّ سرطانَ البروستات يتقدَّم ببطءٍ شديدٍ عادةً، فيمكن للشخص أن يعيشَ عشرات السنوات دون معاناةٍ من الأعراض أو الحاجة إلى استعمال علاج.
ورغم ذلك، فقد يكون له تأثيرٌ في حياة المصاب؛ فبالإضافة إلى تسبُّبه في حدوث مشاكل جسديَّة، مثل ضعف الانتصاب وسلس البول، فإنَّ تشخيصَ سرطان البروستات قد يؤدي بحدِّ ذاته ولأسبابٍ مفهومة إلى الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
قد يجد المصابُ فائدةً عندَ التكلُّم عن الحالة مع أفراد العائلة والأصدقاء وطبيب العائلة وسواهم من الرجال المصابين بسرطان البروستات.

0 التعليقات: